جلال نكّار: للفلاحة نيوز
مع تعالي الأصوات المطالبة بالاتجاه إلى الانتاج الزراعي وتأكيد الدولة في كل مرة على استغلال الفلاحة كبديل اقتصادي للمحروقات يجب التفكير اولا في مصادر المياه.
تعاني الجزائر من مشكل المياه ، فمازال الجزائري ينتظر ماء الحنفية بفترات متقطعة ومازال الفلاحون يعانون من ضعف الري التكميلي و نقص فادح في شبكات الري.
يوجد في الجزائر 75 سدا بقدرة استيعاب اجمالية تقدر بأكثر من 8 مليار متر مكعب حسب الوكالة الوطنية للسدود و التحويلات الكبرى.
بينما يملك المغرب الشقيق مثلا 149 سدا بقدرة اجمالية تقدر باكثر من 18 مليار متر مكعب وهو الرقم الذي تستهدفه الجزائر سنة 2030.
فيما تستغل دول الخليج بدرجة كبيرة مياه البحر من خلال محطات التحلية و دشنت قطر أكبر خزان مياه في العالم بقدرة تخزين 6.5 مليون متر مكعب متجاوزة السعودية بينما تهدف الامارات إلى تخطي هذا الرقم .
فيما تتمتع أوروبا و المناطق الاستوائية بمياه سطحية طبيعية جراء تساقط الامطار و الثلوج و كثرة الانهار الجارية و المسطحات المائية بالإضافة إلى قدرات تجميع مياه سطحية هائلة لكن توقعات الخبراء بنذرة محتملة مستقبلا جعل الدول تفكر في مصادر متجددة للمياه بعيدا عن المصادر التقليدية المتمثلة في المياه السطحية و الجوفية.
تعتبر المياه العادمة أو المياه المستعملة ( الصرف الصحي وتصريف الامطار ) من اهم مصادر المياه المتجددة في العالم ، فمع التغيرات المناخية و شح المياه تتجه العديد من الدول الى معالجة مياه الصرف الصحي و استغلالها بالدرجة الأولى في الزراعة و الصناعة و انتاج الطاقة و استغلال الطمي الناتج عن العملية للزراعة كتربة غنية بالمواد العضوية أضافة إلى كونها عاملا مهما للحفاظ على البيئة.
تحتوي الجزائر حاليا على 184 محطة تكرير للمياه المستعملة فقط ، وهو رقم صغير مقارنة بالمساحة الكبيرة للبلد فيوجد مثلا في فرنسا أكثر من 21 ألف محطة تكرير وتعتبر ألمانيا سيدة تكرير المياه العادمة فتصل نسبة استغلال مياه الصرف الصحي إلى 96% ، 4% فقط من المياه المستعملة أصبحت غير مستغلة و تتجه ألمانيا إلى استغلال كلي لهذه المياه ، بينما تستعمل المياه العادمة المعالجة في سقي 50% من الأراضي الزراعية في اسرائيل ، و أعلنت سنغافورة عن خطة لاستخدام هذه المياه المتجددة لنصف احتياجات السكان اليومية من الماء بحلول سنة 2060 و الاحتفاظ بمصادر المياه الأخرى كاحتياطي