
ميناء كوتونو بالبنين..منفذ للمنتجات الفلاحية الجزائرية نحو نصف مليار بشر..!!..
يعتبر ميناء كوتونو بدولة البنين، ثالث أكبر ميناء ممون لدول غرب افريقيا حسب مؤشرات التجارة العالميّة، إذ يُغذي الميناء قرابة الـ 500 مليون إنسان، إلى جانب اعتباره منفذ هام لدولة بنين والدول غير الحبيسة في المناطق الصحراوية في افريقيا، كما يحتوي الميناء على اسواق ومناطق تجاريّة حرة تُسهل العمليات التجاريّة ووصول البضائع لعمق الدول الافريقية.
وإلى جانب اعتبار الميناء مركزا للسيّارات والحديد والمنتجات البتروليّة، فإن الميناء الذي أصبح قطب اقتصادي لدول بنين، فإنه أيضًا يُعتبر منطقة عبور للكثير من المُنتجات الفلاحيّة وتلك التي تدخل في مجال الصناعات الغذائية التحويليّة واسعة الاستهلاك، القادمة من عديد دول العالم، خاصة الأوربيّة منها، أمر من شأنه أن يجعله محط أنظار المصدرين الجزائريين الذين يرغبون دخول عالم الاستيراد عبر الأسواق الافريقية.
ويضُم الميناء، محطة تجاريّة لاستقبال سفن البضائع والحاويّات، تتألف من 4 أرصفة طول كل واحدة منها 155 مترا، واثنين من الأرصفة طول أحدهما 180 مترا والأخر 220 مترا، إضافةً إلى رصيف سفن الحاويات ورصيف للشحن البحري، وفي الميناء أيضًا محطة مُخصصّة للتعامل مع البضائع المنقولة بالحاويات، تحتوي على 7 ألاف متر مربع.
واستفادت دولة بنين، من موقعها الجغرافي الاستراتيجي في افريقيا، حيث تعتبر نقطة العبور الوحيدة نحو الدول الحبيسة ودول المنطقة الخلفية للقارة الافريقيّة، خاصة دولة النيجر، التي أصبحت سوقًا مهمًا لشركات التجارة الدوليّة، في ظل بلوغ سكانها 190 مليون، والتي لا تبعد عن أهم ميناء في المنطقة إلا بعشرات الكيلومترات فقط.
أمر استغلته الدول الأوربيّة وشركات التجارة العالميّة، لتسويق منتجاتها لنحو 500 مليون إنسان في العمق الافريقي، كما أنّ قرب الميناء من اهم مطارات دولة بنين، وربطه بشبكات لسكة الحديد، جعل الكثير من المُتعاملين الاقتصاديين يودعون مبالغًا ماليّة هامة للاستثمار في هذه الدول الواقعة في الصحراء الافريقيّة.
هي دعوة صريحة للحكومة الجزائرية، من أجل دخول الأسواق الافريقية، من خلال مد شبكات طرق نحو دول الساحل الافريقي، خاصة دولة النيجر الواقعة على الحدود مع الجزائر، ومنه منطقة ومركز عبور نحو الدول الافريقية الأخرى، وأيضًا فرصة للمصدرين الجزائريين لدخول السوق الافريقيّة عبر واحد من أهم الموانئ في القارة السّمراء.
تساؤلات عديدة تُطرح حول تخلف الجزائر عن دخول أسواق النيجر وهي على مرمى حجر من حدودنا، باعتبار أنّ نحو 49 بالمئة من واردات هذه الدولة تمر عبر ميناء كوتونو، وخلال العام الماضي فقط مرّ عبر هذا الميناء أزيد من 3.9 طن من الواردات نحو الدولة الحدوديّة، كما تمر عبر هذا الميناء أيضًا واردات الدول الافريقيّة الأخرى الواقعة في الصحراء.
مبالغ ماليّة هائلة بالعملة الصعبة، يتم تداولها قرب الحدود مع الجزائر، وتفاعل اقتصادي دول كبير يحدث في دول تُجانب حدودنا، وتستفيد منه دول تبعد عن بلادنا بألاف الكيلومترات، فيما لا تزال الجزائر تبحث عن استراتيجية للتصدير ودخول السوق الافريقيّة، وما يُمكن قوله عن هذا التفاعل الاقتصادي هو أنّنا “قد تخلفنا كثيرا ولابد من اللّحاق”.
Ok
اريد المشاركة معكم