
عاملان يوميان في الفلاحة وورشات البناء..من قتل حليم وكمال بالشط ولاية الطارف ؟!
الياس بوسنطوح: للفلاحة نيوز
تعيش ولاية الطارف، ومنطقة الشطّ تحديدا، منذ نحو شهر تقريبا، أجواءا من الحزن والأسى، بسبب المصير المؤلم، الذي أنتهى اليه كلّ من حليم وكمال، اللذين لفظا اخر أنفاسيهما اثر صدمة كبيرة بسبب حرمانهما من السكن.
كمال الذي توفيّ اثر نزيف داخلي مفاجىء، نقل بموجبه على جناح السرعة للمستشفى، غير أنّه فارق الحياة، بينما تسبب ارتفاع الضغط الدموي الحادّ والمفاجىء أيضا في وفاة حليم.
خبر وفاة حليم وكمال، أنتشر بسرعة في محيط بلدية الشطّ الواقعة على التماس مع ولاية عنابة، تلقفّه سكان المنطقة بسرعة، وبنوع من الحسرة واللوعة والانكسار، والاحساس بالحقرة والغبينة.
الضحيتان متزوجان، وقد ترك أحدهما أبناءا، بينما لم يرزق الأخر بعد، كانا قد تنقلاّ كغيرهما من العشرات من سكان بلدية الشط، نحو ملعب البلدية، قصد الاطلاع على ما ستسفر عنه نتائج القرعة ..
القرعة أنتهت بعد نحو 10 ساعات كاملة، من المدّ والجزر، ولكنّها أنتهت أيضا باقصاء حليم وكمال من حقيهما، بعد أن كانا ضمن قوائم المستفيدين في وقت سابق، صدمة كبيرة بالنسبة لكليهما تسببت لهما في انعكاسات وتداعيات صحيّة، أودت بوفاتهما بعد ساعات من ذلك.
أيّ قرعة، ولما الصّدمة، وما سبب هذه الوفاة المفاجئة، لاثنين من خيرة أبناء الطارف، وما الذي جعل سكان الشطّ يتحركون في سبيل استرجاع حقوق الضحايا.
منذ نحو شهر تقريبا، تنقلّ كلّ من كمال وحليم، نحو ملعب الشطّ، للمشاركة في قرعة السكن الاجتماعي، حصّة 800 وحدة سكنية، تمّ اعلان المستفيدين منها منذ أسابيع على مستوى اقليم بلدية الشط، وكانا الضحيتين من بين المستفيدين، وعلى اثر ذلك تنقلاّ للملعب للاطلاع على رقم العمارة ورقم الشقة والطابق، غير أنّه وفي خلال الأسابيع التي تلت عملية اعلان قائمة المستفيدين من قائمة السكن الاجتماعي، تم اسقاط اسمي الضحيتين كمال وحليم، ولم تعلمهما السلطات بذلك، بحيث ظلاّ ينتظران منذ ساعة الصباح الأولى، ذكر اسميهما وتتبيث استفادتهما من خلال رقم الشقة والطابق والعمارة، غير أنّ ذلك كله لم يحدث، بحيث أنتهت العملية في حدود الساعة الخامسة مساءا، وعند تقدمهما للاستسفار عن سبب عدم ورود اسميهما، قيل لهما بأنه تمّ اقصائهما واسقاط اسميهما من قائمة المستفيدين، بحجّة الطعون الواردة في حقهما، مع اعتراف مصالح البلدية في عين المكان، بأنّ المعنيين من حقهما الحصول على سكنات اجتماعية، أولا لكونهما من دون دخل أصلا، بحيث يعملان في الحقول والمزارع الفلاحية، أو ورشات البناء، وغيرها، ثانيا لأن كلّ تقارير لجان المعاينة أنصفتهما، والدليل أنّ اسميهما وردا ضمن قائمة المستفيدين، ولكّن لجنة الطعون حرمتهما من حق السكن الاجتماعي، أمر تسبب في وفاة كلّ من حليم وكمال، تحت الصدمة والحسرة وألم أعتصر قلبيهما بعد فرحة كبيرة عاشاها لأشهر وأسابيع، فمن المسؤول عن قتل حليم وكمال، ومن المتهمّ بقتلهما يا ترى، ولماذا لا يعاد التحقيق في ملفيهما، علما أنّ العشرات من سكان الشطّ خرجوا في جنازة الضحايا، وسط أجواءا كبيرة من الحزن، بحيث تم دفنهما في يوم واحد، قبل أن يقوم السكان بمبادرة من جمعية خيرية بالمنطقة، بمبادرة تضامنية، مع عائلتي الضحيتين، تمثلت في دورة رياضية، وذلك في حركة سلمية منهم للمطالبة بحقّ عائلتي حليم وكمال في السكن، بعد مرور شهر عن الحادثة، من دون أي جديد في الموضوع، وقد طالب سكان الشطّ من السلطات اعادة النظر في موضوع اقصاء عائلتي كمال وحليم من السكن، فهل ستستجيب السلطات؟؟