الثروات الغابية والجبليةموضوع ساخن

محافظة الغابات لولاية باتنة.. تعتمد طرقًا ألمانية لإحياء غابات الأرز الاطلسي

خلال خرجة أكاديمية وإعلامية لاستكشاف غابات الأرز الاطلسي بالشلعلع، ولاية باتنة، كشف عبد المؤمن بولزازن، عن مخطط جديد لمكافحة اضمحلال الأرز الاطلسي، الذي تضرر في السنوات الأخيرة بفعل ظاهرة التماوت التي مست غابات كثيفة منه قضت على أكثر من 50 في المائة منه، إذ تكشف بحوث وإحصائيات أنه لم يعد يكتسي بالحظيرة الوطنية لبلزمة التي تعد أكبر موطن للأرز بالأوراس والجزائر سوى 3000 هكتار بدل 6000 هكتار خلال بدايات القرن. وأدت عوامل كثيرة خاصة التغير المناخي والاحتباس الحراري لتدهور كبير في عوامل مناعة هذه الشجرة النبيلة، التي تحتاج لثلاثة شروط أساسية للحياة.

وهي الارتفاع والظل والبرودة، وقد تسبب الجفاف في ظاهرة علمية تسمى ” الإجهاد المائي” ما يعني شح الماء الذي تحتاجه هذه الشجرة، حيث لا تفقس الأكواز المشكلة لها سوى في درجة لا تقل عن ناقص 5، ومع ذلك فإن نجاح عمليات استخلاف الأشجار التي غرست قبل سنوات ونموها يشكل بارقة أمل في كون شجرة الأرز الأطلسي الواقعة في الجهة الشمالية مقاومة للموت في البيئة شبه الجافة، مثلما يضيف عزالدين عشيقة مدير الشرطة الغابية.

ولإحياء المناطق الغابية المتضررة بفعل الشيخوخة والفناء الطبيعي، أكد محافظة الغابات لولاية باتنة أن ورقة خريطة الطريق المنتهجة، ستعتمد على أمر حيوي هو إنشاء مشتلة للأرز الأطلسي بقلب غابات الشلعلع بوادي الماء بالاعتماد على البذور الموجودة هنا، بسبب أنها محلية وتحتوي على خاصية مقاومة الجفاف وبالتالي النمو وتعويض المساحات الأرزية التي اضمحلت جراء العوامل الطبيعية.

وستمكن هذه الطريقة من استنبات مساحات شاسعة، فيما وجب اعتماد طرق تقنية ذات منشأ ألماني تعتمد على حرث الأراضي وغراستها، أو زراعتها في كوم الثلج الذي يعمل على إدخالها في الأعماق الترابية بعد الذوبان، وتوفير مناخ مصغر وملائم يسهم في اشتداد عودها وايناعها مستقبلا.

 وهي الطرق التي بات من الضروري اللجوء إليها والتكوين على قاعدتها، مقارنة بالطرق المستعملة الأخرى، في انتظار أن تدعم السلطات الولائية والمركزية هذه الخطط الكفيلة بإنقاذ تراث شجرة الأرز النبيل، والذي يعد كنزا بيئيا وسياحيا واقتصاديا غاية في الأهمية شريطة اكتساب الوعي الفردي و الجماعي والمؤسساتي لحمايته من الاندثار.

يذكر أن الخرجة الأكاديمية، اكتست طابعا عائليا من خلال إقامة مأدبة غداء على الطريقة الطبيعية، من خلال الطهي على الجمر تكفل بها الطباخ الشهير ياسين نزار، ابن بلدية وادي الماء، قبل أن تنتهي بحملة غرس عدد من شجيرات وسط الثلوج التي غطت المنطقة بكثافة.

طاهر حليسي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *