
قصة حزينة لمستثمر جزائري أراد تصدير البصل نحو كوت ديفوار
صديق لي فلاح من إحدى ولايات الجنوب ، تعود على تصدير التمور لدول غرب افريقيا ، لاحظ هذا الفلاح أن السوق الافريقية مازالت عذراء و يمكن غزوها و الاستفادة منها رغم سيطرة المنتجات المغربية على هذه السوق حاليا ، أراد تجربة تصدير الخضر من أجل تنشيط الاقتصاد الوطني و فتح باب غرب افريقيا …
في أول تجربة له اختار بصل وادي سوف لتصديره إلى كوت ديفوار في فترة ركود انتاج هذا المنتوج واسع الاستهلاك هناك خاصة في فترة نهاية السنة ، أولى العراقيل كانت تكلفة الشحن ، شحن حاوية مبردة ذات 40 قدم يكلفه 45 مليون سنتيم ، مع العلم أن قطاع الشحن البحري في الجزائر تسيطر عليه فرنسا بحيث تحتكر شركة CMA CGM الفرنسية نقل السلع من موانئ الجزائر و بتكلفة جد مرتفعة ( أكثر من 40 مليون سنتيم للحاوية المبردة )
تخطى هذا الحاجز باعتبار هامش الربح مازال موجودا و أراد تمرير التجربة ، لكن ما حدث له جعله لا يفكر مرة اخرى في فكرة التصدير خارج شعبة التمور ، قامت الشركة بثلاث توقفات ( escale ) ، توقفت في المرة الاولى في ميناء طنجة ميد Tanger MED ثم شحنت الحاوية إلى ميناء برشلونة و منها انطلقت إلى ابيدجان ، وصلت الشحنة بعد 45 يوما كاملة !!!! بينما تستغرق مدة شحن نفس الحمولة من المغرب حوالي أسبوع و يمكن نقلها برا عبر موريتانيا أيضا و بتكلفة أقل بكثير باعتبار نقل السلع المغربية مدعم هناك
مع وصول الشحنة إلى أبيدجان كان البصل الإيفواري قد بدأ في دخول سوقه المحلية بأقل التكاليف كما وصل البصل المغربي و غزا السوق بجانب الانتاج المحلي أين اضطر صديقي لبيع نصف سلعته بسعر رمزي بينما أتلفت نصف السعلة بسبب الحرارة و الرطوبة العاليتين و عدم تحمل البصل للبقاء طويلا هناك ….
لمن يتسائل عن سبب وجود خضروات و فواكه المغرب و تونس في الأسواق الافريقية و الأوروبية و الخليجية عليه بالحديث مع من مر بتجربة أو حاول تجربة هذا و سيقتنع بما حدث …
الحديث عن تطوير الفلاحة و عن التصدير خارج قطاع المحروقات لا يكون في الصالونات المغلقة و بالشعارات الديماغوجية ..توفير الأرضية هو الدليل الوحيد على صدق النوايا.
ن، جلال
تعليق واحد