
في اليوم العالمي للجبل.. ماذا تجني الجزائر من جبالها؟!
في اليوم العالمي للجبل، 11 ديسمبر من كل عام، تحتفل الأمم والشعوب بهذا اليوم، فبعض الشعوب تعتبر أن الجبال جزء ومكون من مكونات حضارتها خاصة تلك الشعوب التي كانت تخوض الحروب في القدم، بينما تتجه شعوب أخرى إلى اعتباره جزء من الحياة اليومية لهم، نظير عيشهم الدائم واستغلالهم لبعض الثروات من المناطق الجبلية.
وتضم الجزائر العديد من السلاسل الجبلية، التي تعتبر ثروة طبيعية تميز البلاد عن غيرها من دول العالم، إلا أنه وبالرغم من الفوائد التي توفرها الجبال في مختلف مناطق الجبال، لا تزال هذه الأخيرة بعيدة عن اهتمامات المواطن المحلي، لعدة عوامل وأسباب ساهمت في رسم القطيعة بين المواطن والجبل لعدة سنوات خلت، بينما تمظهرت في السنوات الأخيرة صور لعودة العلاقة بين الانسان والجبل، خاصة ما يُعرف بالسياحة الجبلية.
لكن، تساؤلات عديدة تطرح نفسها وبقوة في اليوم العالمي للجبل، لهل أهمها ماذا تجني الجزائر من جبالها الممتدة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وأي مكانة تحتلها الجبال في الخطط الاستراتيجية للدولة في تنمية المناطق الريفية؟، بالمقارنة مع بعض الدول التي راحت تستغل الثروات الجبلية للمساهمة في انعاش اقتصاداتها.
وبعيدا عن مدى قدرة الحكومة على التعامل مع انشغالات سكان المناطق الجبلية، من أجل تثبيتهم هناك كعلاج لمشكلة النزوح الريفي والتقليل من ظاهرة الهجرة الداخلية، يُطرح سؤال محوري ومهم عن عدم اعادة الاعتبار للمصانع المغلقة في تسعينيات القرن الماضي، التي كانت تُساهم بقسط وفير من مداخيل الخزينة العمومية من العملة العصبة.
الزائر للمناطق الجبلية في الجزائر، يرى شواهد لا تزال تروي قصة تلك المصانع التي هدمتها قرارات ارتجالية، لتتجه الجزائر بعد ذلك إلى استيراد الخشب من الخارج في تناقض سياسي مريب، أثقل كاهل الخزينة العمومية، ثم تلتها انتكاسات في مجال انتاج وتصدير الفلين، حيث تراجعت الجزائر إلى المرتب الأخيرة في إنتاج الفلين الذي يتزايد عليه الطلب في الأسواق الدولية.
الحرائق أيضًا، تزيد كل عام من متاعب الثروة الغابية والجبلية في الجزائر، حيث تأتي على ألاف الهكتارات من الأشجار التي تهدد التنوع البيولوجي في البلاد، كما تقضي الحرائق على العديد من النباتات الطبية الطبيعية التي يُمكن استغلالها في الطب البديل، هذا الأخير الذي راحت تستغله العديد من دول العالم في مجال الطب، فماذا تجني الجزائر من جبالها؟.