مستثمرات ناجحةموضوع ساخن

طالبة جامعية تصنع الحدث بالغرب الجزائري في تربية النحل

هي بن حليمة فاطمة الزهراء 21 سنة، مربية للنحل وطالبة جامعية تخصص علوم جدع مشترك علوم اقتصادية من مدينة غليزان غرب الجزائر، إقتحمت بن حليمة واحد من أصعب المجالات و هو تربية النحل و إنتاج العسل، واستطاعت تطويره بطريقة معاصرة و علمية…وتحلم بتوسيع منحلها.

يقول تعالى في الآية رقم 97 من سورة النحل، “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”.

تعتبر تربية النحل مهمة صعبة وتكاد تبدو شاقة، لا بل مستحيلة بالنسبة للعنصر النسوي وسط مخاوف النساء من هذه الحشرة الشرسة نوعا ما، ناهيك عن الأفكار المسبقة حول صعوبة مجال تربية النحل وإنتاج العسل، والجهل حول طبيعة هذه المهمة التي يقبل عليها البعض من باب الهواية والفضول ويتقنها البعض الأخر كمهنة ومصدر رزق.

أما بالنسبة لفاطمة، فإ تربية نحل العسل تطورت عندها من فضول وشغف إلى تعلق بالنحل خلية بعد خلية زاولت هذه الحرفة وهوايتها منذ صغرها.

بحيث في الأول لم تكن لديها أي فكرة عن تربية النحل، لكن من كانوا يحيطون بها على غرار والدها شجعها على الولوج في هذه الحرفة، فا شاءت الصدف أنه في اليوم الذي ولدت فيه قدم نفر من النحل وحط الرحال ببساتنهم الصغير في البيت ، قام والدها بتعيين مكان وتهيئته لهذا الزائر المبارك واجتهد في تربيته ، حتى كبرت هذه الاخيرة و قدم لها المشعل ووصيته لها أن لا تتخلى عنها.

رؤية فاطمة لعالم تربية النحل متعة وشغف و العمل على الوصية ، ليس بموهبة فقط أو هواية بل على حساب رأيها كان احتواء بين الإثنين.

حازت فاطمة على شهادة ( إدارة النحل) سنة 2017 لمزاولة هذه الحرفة، ومنذ ذلك الوقت وهي تشارك في عدة معارض وملتقيات ولائيا خاصة في ولاية غليزان ، وكانت دائما من الاوائل المشاركين والفاعلين في هذا المجال ، رغم ذلك لم يتقدم لإعانتها أي احد من المستثمرين.

سوى الدعم المعنوي من قبل العائلة والاصدقاء والاقارب ، ورغم قلة الدعم المادي والمداخيل ، بحيث لم تتلقى أي دعم مادي من احد إلا أنها بذلت جهد فردي جبار لفرض نفسها ، في مجالها.

كيف لا، وهي المرأة أو بالاحرى “الشابة” الوحيدة من بنات جنسها، التي تزاول هذه الحرفة سواء في ولايتها غليزان أو الغرب الجزائري وهذا سبب تسميتها بنحالة الغرب من طرف احد الاصدقاء النحالين، كونها محترفة في المجال ولها لمستها، أما في الشمال والشرق توجد هنالك نساء يزاولن هذه الحرفة.

والجميل في هذه “الموهبة”، أنها إستطاعت أن توفق بين عملها ودراستها وتولي اهمية كبيرة لكلاهما، وكان ما يشجعها اكثر هي نظرة أهلها وأصدقائها في المجال كانت بمثابة نظرة فخر واعتزاز ،كما أنهم يحثونها على مواصلة هذا العمل وبذل الجهد فيه.

صادفت فاطمة الزهراء الكثير من العراقيل في مشوارها الحرفي هذا، رغم أنها تربت وترعرعت مع هذه المهنة منذ الصغر.

لكن دائما ما تواجهها الكثير من المشاكل ولخصت معانتها في عدة اسطر كعملية نقل الخلايا من منطقة لاخرى من أجل التنويع في إنتاج العسل حيث أنها لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة.

كما أنه ليس لديها قطعة أرض مخصصة لوضع خليات النحل مما يجبرها على وضعها فقط بحديقة المنزل.

ففي حوارها من قبل مع أحد المواقع ، افصحت أنها لم تقم بطرح أي مشروع كونها لم تتلقى أي دعم أو مساعدة من السلطات المختصة للولاية.

وتنتج هذه الاخيرة نوعين من العسل بكثرة عسل البرتقال وعسل نبتة السدرة، وهذا حسب الفصول والمكان المتواجد فيه أي محيط البيئة.
و قدرتها الإنتاجية فالخلية تعطي خمسة كيلوغرام للواحدة.

أما عن إنتاجها تنتج مرة واحدة خلال السنة وذلك لقلة البساتين وعدم توفر المعدات وكذا غلاء مصاريف النقل بالإضافة لقلة الإمكانيات المادية المتوفرة لديها.

وتطمح فاطمة الزهراء إلى التوفيق في تطوير وتوسيع هذا المشروع والعمل على إدماج فئة الشباب في مجال تربية النحل والعمل على الزيادة في القدرة الإنتاجية وتنويعه ، سواء في ولاية غليزان أو عبر ربوع الوطن بأكمله، كما أنها ترغب في تطوير هذا العمل لأجل استخراج كل ما هو نافع من النحل لغرض الاستغناء عن استيراده من خارج الوطن.

أما رسالتها التي توجهها فاطمة الزهراء للسلطات الولائية لولاية غليزان هي النظر إلى مشروعها ودعمها بمختلف الإمكانيات والمعدات لأجل رفع وتطوير هذه الحرفة والتي تعتبر داعمة في المجال الفلاحي.

ولأن تربية النحل فن سهل ممتع صحى ومنتج في أن واحد فقد وجدت فاطمة من الضرورى نشر تجربتها وخبرتها ومشاركتها مع الشباب والنساء في اطار التشجيع على تربية نحل العسل وشرح أهميتها وفوائد العسل الصحية وأنواعه بإضافة الى أنواع المنتجات المتفرعة منه.

حيث تقوم بإنشاء محتوى هادف في هذا المجال بنشر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي في صفحتها واليوتيوب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *