
“خلاصة القول” الفِلاحةُ.. ومَفهومُ الأمنِ! بلسان عبد العزيز تويقر
تُراهِن الجَزائرُ بشكلٍ كَبيرٍ على الفِلاحةِ، على الأقلِّ على مُستوَى الخِطابِ السِّياسيِّ، وهذا رِهانٌ وَاقعيٌّ وضَروريٌّ؛ فبِدونِه لا يُمكنُ تَحقيقُ ما يُصطَلحُ على تَسميتِه بالأمنِ الغِذائيِّ وهوَ جزءٌ أساسٌ في مَفهومِ الأمنِ القَوميِّ؛ ولكنَّ آلياتِ تَحقيقِ ذلكَ يَشوبُها الكَثيرُ من التَّعقيداتِ والاختِلالاتِ التي تَضعُ الخِطابَ السِّياسيَّ في زَاويةِ الضَّحكِ على الذّقونِ.
وهنا سَوفَ لن نَتحدّثَ عن الأموالِ الضَّخمةِ التي ابتَلعها القِطاعُ في بَرامجَ وُضِعت أحيانًا على المَقاسِ (مَقاساتُ النَّهب)؛ لأنّ هذا مجالٌ آخر، وإنّما عن صِحّةِ المُواطنِ التّي تهلِكُها الكثيرُ من المَوادِ وَاسعةِ الاستِهلاكِ، ومنها الزُّيوتُ بمُختلفِ أنواعِها.
وإذا كانَ الحَديثُ عن زَيتِ الزّيتونِ الصِّحيّ غيرَ عالِي الحُموضةِ في الجَزائرِ يَبقَى بعيدًا عن الاهتِمامِ الرَّسمِي والعامِ على اعتبَارِ أنّنَا نَستهلكُ نحوَ ثَمانِينَ مَليونِ لترٍ ، بِحسابِ استِهلاكِ الفَردِ الذِّي لا يتَعدَى استِهلكُه اللِّترينِ سَنويًا، بينَما تَبقى حَقيقةُ أرقامِ الإنتاجِ غيرَ مُؤكّدةٍ.
إقرأ أيضًا: وزير الفلاحة حمداني.. نعمل على زيت الزيتون في طليعة الصادرات الجزائرية
وبَعيدًا عن الخِطابِ الاستِهلاكيِّ الذِّي يَذهبُ إلى التَّأكيدِ على زَيتِ المَائدةِ وزَيتِ الزَّيتونِ الجَزائريِّ من المُنتجاتِ عَاليةِ الجَودةِ؛ فإنّ الجَزائرَ من بينِ الدُّولِ القَليلةِ التِّي تَسمحُ بمَزجِ زَيتِ الصُوجا بزَيتِ الزّيتونِ بمُعدّلاتٍ تَصلُ إلى اثنينِ في المَائةِ، وغالبًا ما تَكونُ تلكَ النِّسبةُ مُجرّدَ نَكهاتٍ وليسَت زَيتًا حَقيقيًا.
هذِه الطّريقةُ لها مِن الآثارِ السَّيئةِ على الصِّحةِ العَامةِ ما لها؛ فَعوضَ رفعِ الإنتاجِ وتَشجيعِ استِهلاكِ زَيتِ الزّيتونِ ذي مُعدّلِ حُموضةٍ أقلّ من ثَمانيةِ في المائة، يُغرقُ تُجّارُ المَوتِ الأسواقَ بزُيوتٍ لسَتُ مُخوّلاً لتَحدِيدِ مدَى خُطورتِها على الصِّحةِ العَامةِ، لكنّنِي – على الأقلّ – مُطّلعٌ على أنّها بابٌ من أبوابٍ السّرطانِ !
عبد العزيز تويقر