مساهمات وأراءموضوع ساخن

تراجع أسعار المحروقات وارتفاع أسعار الحبوب في السوق الدولية يؤرق الخزينة العمومية!!

لقد عرفت مداخيل البترول تراجعا بـ 10 ملايير دولار سنة 2020 و ذلك بسبب الازمة الاقتصادية إلى افرزها انتشار وباء كورونا، وقد تم تسجيل انخفاض في المعدل السنوي لأسعار الخام الجزائري من 64.49 دولارا للبرميل سنة 2019 إلى 42.12 دولارا سنة 2020.

كما كانت هذه الظروف الصحية من بين الاسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار الحبوب في الاسواق العالمية، حسب تقارير تجارية دولية لتقارير فقد بلغ سعر طن القمح في بورصة شيكاغو 233 دولارا، وذلك للمرة الأولى منذ ديسمبر 2014، في حين وصل في بورصة باريس إلى 212 يورو للطن، وهو أعلى مستوى منذ أاوت 2018 .

إن الدول المنتجة، قامت بتخزين كميات أكبر من المعتاد وذلك تحسبا لحدوث أي ندرة في هذه الظروف الصحية الصعبة التي يعرفها العالم بأسره، زد على ذلك تزايد الطلب من طرف دول أخرى كالصين مثلا، لنفس الاسباب.

هذه الحالة الاستثنائية ستشكل تأثير سلبي على الخزينة العمومية، خاصة وأنّ مداخيل الصادرات خارج المحروقات لم تعرف أي تحسن لأجل خلق نوع من التوازن للميزان التجاري للتجارة الخارجية لبلادنا، بقدر صعوبة هذه الظروف بقدر ما تعطينا دروس في ما يخص ضرورة تنويع اقتصادنا وعدم الاعتماد إلا على البترول.

حدوث مثل هذه الازمات والتي من شأنها أن تعيق السير الحسن للتجارة الخارجية وأثارها السلبية جدا على الاقتصاد العالمي ككل وفي هذه الحالة يكون الشغل الشاغل لجميع الدول هو تأمين ”المؤونة لشعوبها”، فالدول المنتجة تفضل التخزين على التصدير تحسبا لأي طارىء.

تبقى الدول المستوردة في حالة استنفار قصوى، لأجل البحث عن الغذاء لساكنيها ولن تكون في ارييحية من أمرها إلا الدول ” المستقلة” غذائيا، والتي عملت على تطوير منتوجاتها الفلاحية لتصل إلى نوع من الاكتفاء الذاتي، الذي يحميها في الظروف الصعبة التي قد يعرفها العالم من خلال حدوث أزمات مختلفة
هل من متعض؟؟

عيسى منصور: خبير التنمية الفلاحية والتصدير

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. جزاك الله خيرًا أخي خالد… لَسْنا بعيدون كثيرًا عن الإكتفاء الذاتي والإستغناء عن استيراد مادة الحبوب بكُلّ أنواعها… المعادلة هكذا: الجزائر تستهلك 60 مليون قنطار من الحبوب سنويًّا… الجزائر لديها 40 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة حاليًا… معدّل إنتاج الحبوب في الجزائر حليًا هو 20 قنطار في الهكتار الواحد (مردود ضئيل جدًّا قابل للتّحسين بسهولة)… أي أنّنا لو نخصص 3 ملايين هكتار للحبوب فسنكتفي ذاتيًا… الشيء المؤسف في هذه المعادلة طبعًا هو معدّل المردود… خاصة عندما نعلم أن معدّل الدول الأوروبية يقارب ال 100 قنطار للهكتار… والرقم القياسي العالمي هو 174 قنطار للهكتار… ونفس الشيء يمكن أن يقال عن إنتاج الأعلاف الخضراء… مع العلم بأننا كُلّما رفعنا المردود في الهكتار ، كُلّما احتجنا لتخصيص مساحة أقلّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *