
المهندس كمال بوالشرش يتساءل !؟؟
تساؤلات ؟؟؟؟؟
كيف ولماذا فشلت السياسات المُنتهجة في قطاع الزراعة مند الاستقلال في تحقيق الأمن الغذائي .. وأي مستقبل لخارطة الطريق القطاعية 2024/2020..؟
ما هي أبرز انجازات القطاع الفلاحي في الجزائر، في العشرين سنة الأخيرة، 2019/1999، التي قيل أنه قد خُصص لها مبلغ خيالي فاق 20 مليار دولار ؟
ما هي الأرقام الصحيحة عن المساحة الإجمالية الصالحة للزراعة في الجزائر التي وحسب بعض المسؤولين تقدر اليوم ب 8.1 مليون هكتار بعد أن كانت تقدر بحوالي 7.1 مليون هكتار في العام 1999 ؟
تُقدر المساحة المزروعة حبوب بكل أنواعها في الجزائر حوالي 3 مليون هكتار، هذه المساحة الكبيرة لماذا عجزت عن انتاج 60 مليون قنطار في السنة، ولماذا نجد أن 95 ألف هكتار فقط مزودة بنظام السقي التكميلي أي بنسبة 2.8% من المساحة الإجمالية لزراعة الحبوب ؟
تقدر المساحة المسقية في البلاد بحوالي 1.5 مليون هكتار، أي بنسبة 17% من المساحة الإجمالية المستغلة للزراعة في الجزائر.
من خلال كل هذه المعطيات والأرقام، لماذا لم تُقدِم وزارة الزراعة في البلاد، على وضع إجراءات استباقية للتقليل من حجم الخسائر في كمية ونوعية الإنتاج الفلاحي، خاصة في ظل نداءات الخبراء والعارفين بقدوم حالة جفاف شديدة الحدة.. ؟
لماذا يهمش الوزراء المتعاقبون على رأس مبنى عميروش، المهندسون الزراعيون في البلاد، الذين يُطالبون منذ أزيد من 28 سنة بتأسيس عمادة المهندسين الزراعيين تسمح بتنظيم عملهم و مساهمتهم في تطوير القطاع ، والتي تبقى حبيسة أدراج مكاتب الوزراء الذين يقدرعددهم بأكثر من 15 تعاقبوا على رئاسة هرم القطاع، و هل هناك ضرر قد تسببه هذه الفئة عندما تنقل خبراتها ومعارفها لفئة واسعة من الفلاحين الذين لا يزالون يمارسون النشاط بطرق أقل عنها بِدائية ؟
_ ما هو السبب الحقيقي وراء ما حصل لحقول القمح بقسنطينة وقالمة، إن سلمنا جدلا أن شح الأمطار هو السبب، فلماذا ذلك الكم الهائل من المدارس والمعاهد التي تُعنى بالقطاع وما هو دورها في هكذا حالات، ثم إلى مدى يمكن أن نعول مستقبلا على الدراسات المستقبلية من أجل التصدي للحالات المستعصية؟
_ ما هي نوعية وما هو مؤهل الكادر البشري القائم على هذه المدارس والمعاهد، وما هي النصوص والتشريعات التي أصبحت لا تتماشى ومتطلبات هذه المرحلة، وهل المسؤول قادر على أن يكون لين في تعامله مع تلك النصوص والتنظيمات وتكييفها وفق ما يخدم القطاع، خاصة في ظل النموذج البيروقراطي الذي يسكن دهن المسؤول؟
هل صحيح أن وزارة الفلاحة تعيش نوع من التجاذب والتصارع بين عصب، بعضها يحاول تطبيق تعليمات وتوجيهات السيد رئيس الجمهورية ، فيما يحاول البعض الأخر القفز على هذه التعليمات خدمة لأجندة غير معروفة، و مصالحه الشخصية ، أم أن الكادر البشري داخل القطاع غير قادر على فهم ومواكبة التحولات الجديدة التي تفرض علينا تسريع وتيرة العمل من أجل أمننة الغذاء؟
ثم لماذا تراجعت الزراعة المعاشية في الأرياف والمناطق الجبلية، ولماذا يتم السكوت عن هذا التراجع، وماذا ينتظر سكان هذه المناطق لعودتهم إلى ممارسة هذا النشاط، الذي يساهم بقسط وافر في نظرية الأمن الغذائي، فما هي يا ترى الحلول والآليات التي تحفزهم لبعث النشاط من جديد ؟
السؤال الذي يجب أن يطرحه الخبراء والمراقبون والعارفون بالقطاع، ألم يحن الوقت بعدئدٍ لإطلاق ورشة وطنية كبرى تضم في خلاياها كبار المزارعين في البلاد (المزارعون الحقيقيون) إلى جانب خبراء ومهندسو الزراعة وكُبريات الشركات الاقتصادية الوطنية والخاصة، من أجل وضع خارطة طريق متوسطة المدى، هدفها الأسمى أمننة الغذاء..؟
* هي أسئلة وأخرى، نسعى للإجابة عليها في قادم الأيام عبر سلسلة من المقالات، تتضمن قراءتنا الخاصة لما يحصل في القطاع مع تقديم مجموعة من الاقتراحات والحلول لتجارب في القطاع تُقارب ثلاثة عقود.
بوالشرش كمال: مهندس زراعي ورئيس المكتب الولائي للمهندسين الزراعيين بولاية عنابة.