
المآل الأخير.. الحراك الشعبي الفلاحي في الجزائر ورهان تحقيق الأمن الغذائي!!
يجُوز أن تُعبر الشُعوب في كافة المعمورة، عن التّحولات التي تصنعها في مجال ما بالحراك، أو حتى الانطلاقة والعبور من منطقة إلى أخرى أكثر صلابة وأمان، وفي كل الأحول هي حركية وديناميكية خاضعة لمنطق استشرافي وخارطة استراتيجية، تُشاركُ فيها كافة القطاعات، إنّها جزء لا يتجزأ من رسم السياسة العامة للدولة ومسلّمة من مسلمات الاستراتيجية العليا للدولة.
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها المحيط الاقليمي والدوّلي، فرضتها أنساقٌ مختلفة، أدت مند سنوات إلى تراجع أسعار النفط في السوق الدوليّة، والبحوث والدراسات التي تسير نحو الطاقة البديلة النظيفة الصديقة للبيئة، كل هذه التحولات فرضت على الوحدات الدوليّة التوجه نحو قطاعات ترى أنّها تضمن لها الصمود والمواجهة.
في الجزائر، البلد الأكبر من حيث المساحة في المحيط الاقليمي، يعيش حراكً فلاحيًا متباطئ النمو، اعتبره خبراء وباحثون بالمآل الأخير للبلد الذي يتوسط شمال القارة السمراء وبوابة العمق الإفريقي، فمقارنة مع إمكانات ومقدرات الجزائر لا يُساهم القطاع إلا بـ 12٪ من الناتج الوطني، رغم أنّه يوظف أزيد من 2 مليون شخص، حسب تصريحات رسمية.
الملاذ الأخير أو المآل الأخير، لينبض القطاع الفلاحي في البلاد وليحرك القطاعات الأخرى، من خلال بعث الصناعات التحويلية في كافة الشعب الفلاحيّة، وبناء منظومة تصدير قوية ومتماسكة، المآل الأخير يفرض إشراك الفاعلين والخبراء والباحثين، وبعث مراكز فكر ومخابر فلاحية، إنّها توفر بدائل متاحة وتُسهل عمل القطاعات الأخرى.
إقرأ أيضًا: الفلاحة في الجزائر ..كل متكامل ..وزراء لا يتماشون مع خارطة الرئيس لإنعاش قطاع الفلاحة!!
الصحراء، أسطورة الفلاحة الجزائرية، تعيش اليوم على وقع حراك فلاحي حقيقي، إن لم تُرافقه صناعات تحويلية، فقد ينكمش هذا الحراك ويخمد، وتعود ألسنة لهب البترول تحرق البساتين والحقول التي نسجت خيوطها في الرّمال الذهبية سواعد الرجال.
المآل الأخير، حراك فلاحي شعبي، تتظافر فيه الجهود وتدعمه الدولة، وتُرافقه المراكز والمعاهد التقنية، ويكون للمهندسين الزراعيين الدور البارز، لن يُؤمن غذاء الجزائريين في ظل بيروقراطية الإدارة التي عششت في عقول الكثير من الكوادر، القائمة على شؤون القطاع في الولايات.
يستوجب الحراك الفلاحي، تحريره من الوسطاء ومافيا العقار، تغيير الذهنيات والحفاظ على الاستقرار، وحلحلة المشاكل العالقة في الولايات، إنّ المآل الأخير يفرض على الوزارة الوصية الإصغاء جيدا للفلاح والعارفين بشؤون القطاع في عمق الوطن.
الأمن الغذائي المستدام مشروع دولة، وشراكة قطاعية، فإما أن تُباركنا وتُبارك لنا الأجيال القادمة، وإما أن تلعننا إلى يوم الدين، إنه المآل الأخير للأمة الجزائرية، بعيدًا عن أي حسابات أو توجهات، القطاع الفلاحي ملاذنا الأخير.