
الزراعة الجبلية.. معلومات وتفاصيل.. وقيمة مضافة للاقتصاد الوطني
نظرا لوجود سلاسل جبلية هائلة بالوطن العربي وخاصة المغرب العربي مثل الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا غير مستغلة، نُقدم لكم بعض المعلومات والتفاصيل عن القيمة المضافة التي يُقدمها الاستغلال الامثل للسلاسل الجبلية في مجال الزراعة، للمجتمعات المحلية الريفية والجبلية، فضلا عن مساهمته القياسية في الاقتصاد الوطني.
ولعل أهم الأشجار التي يُمكن استغلالها ضمن السلاسل الجبلية هي، زيت الزيتون، التين المجفف والعنب وغيرها من الثمار، إلى جانب تربية النحل وإنتاج العسل، فضلا عن زراعة الأعشاب والتوابل، إضافة إلى تربية الحيوانات وامتهان الحرف اليدوية.
ومع العلم أنه يمكن للزراعة الجبلية أن تنافس أسعار وأحجام المنتجة في الاراضي المنخفضة، يمكن لها أن تركز على المنتجات ذات النوعية الجيدة والقيمة المرتفعة لتعزيز الاقتصادات المحلية.
وللاستفادة إلى أقصى حد من إمكانيات الزراعة الجبلية، يمكن أن تستفيد المجتمعات الجبلية من الدعم المستهدف في تعزيز جميع المراحل من إرشاد ودعم وتسويق، كما يمكن توسيع نطاق التعاون بإنشاء جمعيات والتعاونيات.
1_ صيانة التربة وحمايتها من الانجراف والتعرية.
2_ حفظ المياه والحد من انسيابها السطحي وزيادة معدل تسربها الداخلي، وفي تغذية الينابيع والجداول وزيادة تدفقها واستمراريتها.
3_ دعم الاحتياطي المائي للخزانات الأرضية السطحية والجوفية.
4_ كما تعمل المدرجات على تحسين خواص التربة الفيزيائية والكيمياوية ورفع خصوبتها، لاسيما محتواها من المادة العضوية الناتجة من النباتات النامية فيها وبتأثير إحياء التربة.
5_ تسهم في الحفاظ على التنوع الحيوي النباتي والحيواني ودعمه وإثرائه في المنطقة، والحد من الاطماء شتاءً وربيعاً والغبار صيفاً.
6_ تفيد المدرجات أيضاً في حماية الطرقات في المناطق الجبلية من الانهيارات والردم، لاسيما في فصل الشتاء.
8_ تسهّل المدرجات كثيراً أعمال الخدمة الزراعية، مثل الحراثة الآلية والري بالراحة وغيرها.
9_ يمكن ضبط جريان الأنهار على نحو شبه دائم في مجاريها، بإنشاء مدرجات حجرية على يمين مجراها ويسارها لحماية الأراضي المجاورة من الانجراف أو الردم.
طرائق التشجير الوقائي والإنتاجي للمدرجات في المناطق المختلفة:
في ظروف المناطق الجافة وشبه الجافة الجبلية ولاسيما ذات الترب الضحلة والفقيرة بالعناصر الغذائية وبالغطاء النباتي الطبيعي يفضل اعتماد التشجير الوقائي والإنتاجي بزراعة الجيوب الترابية المتوافرة أو في المدرجات الحوضية الهلالية للحفاظ على التنوع الحيوي، ولاسيما في التشجير الحراجي الوقائي، وهنا يمكن زراعة التين ،العنب، اللوز، الفستق الحلبي و الاطلسي، التين الهندي أما إذا كانت المناطق ضعيفة الانحدار ذات تربة عميقة فيمكن إنشاء مدرجات بسيطة لزراعة المحاصيل الشتوية من قمح وشعير و بقوليات، ويمكن دعم حافات المدرجات بالحجارة إذا كانت المنطقة وعرة أو محجرة وزراعتها بأنواع متحملة للجفاف كالعنب (بالطريقة الكأسية) أو اللوز، التين أو الزعرور وغيرها.
أما في أسفل الأودية وعلى السفوح المطلة عليها فيمكن الاستفادة من مياه الأنهار أو الجداول أو الينابيع أو مياه الابار السطحية أو الجوفية واعتماد المدرجات الحجرية للاستفادة ما أمكن من المدرجات بالتشجير الإنتاجي وبزراعة الخضار والمحاصيل وبالتشجير الوقائي والإنتاجي، إذ يجب زراعة الأجزاء العلوية من جدار المدرج في مرحلة الإنشاء بعقل أو خلفات من أنواع نباتية متحملة للجفاف نسبياً مثل التين والرمان وذلك بقصد تثبيت جدار المدرج وحمايته من الانهيار في أثناء الري وفي الوقت نفسه يعد ذلك بمنزلة تشجير إنتاجي، إذ يعدّ التين والرمان والعنب من الأشجار المثمرة الملائمة.
وبعد الانتهاء من إنشاء المدرج الحجري يمكن زراعته بالأشجار المثمرة الملائمة لشروط المنطقة، إذا كان عريضاً (أكثر من 5 م عادةً)، فيُزرع فيه الكرز والتفاح في المناطق الجبلية المرتفعة والمشمسة. والخوخ والزيتون والجوز وغيرها في المناطق الأقل ارتفاعاً.
ويمكن تحميل محاصيل الخضار والمحاصيل الحقلية ولاسيما البقولية على الأشجار المثمرة في المدرجات، أما إذا كان المدرج قليل العرض فيزرع بالخضار أو المحاصيل الحقلية. وعموماً يُزرع الجانب الوحشي للمدرج من جهة الجدار بالقرعيات غير المحدودة النمو وتُدلّى على الجدار للاستفادة من مساحة الجدار ما أمكن ولاسيما إذا كان ارتفاع المدرج يقل عن 2م.
أما في المناطق شبه الرطبة والرطبة والتي غالباً ما تكون قريبة من السواحل البحرية فتفضل إقامة المدرجات الحجرية إذا توافرت الحجارة وإلا فالإسمنتية، ومن ثم زراعتها بالأشجار المثمرة كالتفاحيات التوت والحمضيات وغيرها.