حديث في الفلاحة

الذهب الأخضر

التحرير: لا يمكن لأي أمة أن تفخر بثرواتها الباطنية من نفائس، من دون أن يكون لها ثروة خارجية يشارك في تكوينها الشعب، بعرقه، ليتحوّل إلى غذاء يريح العقول قبل البطون، ولا يمكن لشعب أن يفتخر بآثار قديمة من قبل التاريخ إلى العهد العثماني، وحاضره عاجز عن تلوين أرضه باللون الأخضر الخالد، فكما يطمح الإنسان لينعم بجنات الخلد الخضراء، عليه أن يُحضر لآخرته من جنات دنياه الخضراء، والشعب الذي يأكل ما يأتيه من جهد الآخرين وعرقهم بالتأكيد ناقص حرية.

الجزائريون علموا الآن بأن الذهب الأسود إلى زوال، وبقاءهم شاخصي البصر إلى أسعار برميل النفط الذي هو في الوقت الراهن في هبوط، لن ينفعهم، وقد يزلزلهم، وليس لهم من حل سوى الاستفادة من أراضي أكبر بلد في القارة السمراء، وفي براميل الغيث التي تنزل باستمرار وفي مياه جوفية مثل البحار والمحيطات، وفي تربة بإمكانها أن تنتج كل الخضر والفواكه الموجودة على سطح الأرض، ولو اهتموا بالذهب الأخضر وجنوا ثماره اكتفاء ذاتيا وتصديرا للقارات الخمس، فسينسون كوابيس أسعار النفط وربما صارت منظمة أوبك محطة عادية تشارك فيها الجزائر من أجل المشاركة.

هذا موقع أخضر بأنامل تطمح لمرافقة الفلاح من البذرة إلى الثمرة، يشخّص الحالات الفلاحية ويقترح العلاج، وفي كل الأحوال سنجني جميعا منه ثمارا طيبة، نتوكل فيه على خالق الحب والنوى.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *