المحليمساهمات وأراءموضوع ساخن

الخالة خديجة..تسعون عاما ولا تزال تعشق جمع حبات الزيتون!

خديجة بوطرفاس، من الآراضي المنسية هناك في غربي سكيكدة، ذلك الاقليم الذي تعلق بالتاريخ، أرملة الشهيد “بوقليع سعيد” الذي أرتقى دفاعًا عن الأرض التي لا تزال الجدة خديجة تُمارس حبها الأبدي لها، من خلال خدمتها وجني حبات الزيتون.

الجدة خديجة، القاطنة  بقرية عين الطابية بلدية تمالوس، تسعة عقود كاملة من الزمن ولا تزال تقدس الأرض وتخدمها، في مشهد يلخص بدقة متناهية تعلق الإنسان بالأرض وتلك العلاقة الأبدية التي ترسخت أواصرها مع مرور السنون.

93 عامًا هو عمر الجدة خديجة وهو العمر الذي قضته بين أراضي القرية، مرةً مدافعة عنها إلى جانب رفيق دربها وزوجها الذي استشهد إبان الثورة، ومرة في خدمتها والعناية بها لتحافظ على تلك الرابطة التي نشأت بينها وبين الأرض مند أن جاءت إلى الحياة.

وإلى جانب تعلقها بالأرض، تعتبر الجدة خديجة كتاب حي ومرجع تاريخي أصيل عن المنطقة وأحداث الثورة التحريرية المجيدة، حيث لا تزال تحتفظ بالكثير من الوقائع التي  شهدتها الولاية التاريخية الثانية، غير أن عنصر التهميش قد طالها كما طال الكثيرات.

6 أبناء، هم عدد الأولاد الذين وهبهم الله للجدة خديجة، لتتواصل المسيرة ولتُحفظ العلاقة الأبدية بين هذه العائلة والأرض، ولتتخلد تلك الصور المحفوظة في الذاكرة الشعبية لسكان جبال سكيكدة، حيث العلاقة بين الإنسان والأرض موروث لا ينال شرفه إلا من تعلق حبا بالتربة.

بعيدًا عن الأضواء والاحتفالات الرسمية التي تُقام، في كل مناسبة والمتعلقة بالمرأة الريفية عمرما، تحتفي الحاجة خديجة بالأرض كل يوم من دون أن يحتفي بها أولئك الذين يُرافعون لصالح المرأة، فهل هي الصدفة أن نكتشف الحاجة خديجة عشية اليوم العالمي لشجرة الزيتون.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *