
الجوز والكستناء..إنتاج كبير يُواجه مشكلة التسويق و”تحكم السماسرة” غرب سكيكدة
تعيش هذه الأيام، قرى وبلديات غرب سكيكدة على غرار بلديات دائرة أولاد أعطية على طول امتدادها نحو حدود ولاية جيجل، بالإضافة إلى بلدية قنواع التابعة لدائرة الزيتونة بأعالي جبال القل، على وقع موسم جني ثمار الكستناء “القسطل” وثمار الجوز الذي يُعتبر مصدرًا هامًا لأرزاق الكثير من العائلات، في واحدة من أكبر مناطق الظل في الجزائر.
المُعطيات الأولية لعملية جني ثمار الكستناء والجوز بجبال القل، ينفرد بها حصريًا موقع “الفلاحة نيوز”، تشير إلى تسجيل مردود كبير هذا العام، قياسًا بالمردود المسجل في المواسم الفلاحية الماضية، وتُعتبر بلديات أولاد أعطية المشهورة بغاباتها الكثيفة الخضراء، سبّاقةً إلى جني الثمار بسبب نضوجه في أواخر سبتمبر وبداية أكتوبر، على أن تتواصل عملية جني الثمار في أعالي بلدية قنواع في وقت متأخر من أكتوبر وبداية نوفمبر، بسبب المناخ السائد في المنطقة الذي يُساعد على نمو هذا النوع من الأشجار، رغم الغياب الواضح واللامُبرر لمصالح وزارة الفلاحة في الولاية 21.
جبال القل، هاجس انقراض الكستناء والجوز وغياب الدعم
تعد مناطق جبال القل، الواقعة غرب سكيكدة شرق الجزائر، موطنًا لثمار الجوز والكستناء ” القستل” حد تعبير سكان الاقليم ومن المناطق الرائدة في هذا المجال، حيث كانت تزود مُختلف أسواق البلاد من هذه الثمار عبر سوق شلغوم العيد للمنتوجات الفلاحية بولاية ميلة، غير أن السنوات القليلة الماضية، عرف مستوى الإنتاج هبوطًا حادًا وتراجُعًا مخيفًا، بسبب الكثير من الأمراض الذي أتت على الأشجار فأحالتها إلى أشجار عاطلة خارجة عن العمل والإثمار، حسب ما يؤكده العديد من الفلاحون العاملون في هذه الشعبة التي لا يوليها المسؤولون عن القطاع في الولاية أي اهتمام، رغم توفر العديد من الظروف مثل الموقع الاستراتيجي، المُناخ المساعد، توفر المياه بكثرة وتوفر الأراضي الذي تبقى تابعة لمصالح الغابات!
قنواع وأولاد أعطية…، تحديات ورهانات رغم تجاهل السلطات!
يُراهن سكان كل من بلدية قنواع وبلديات دائرة أولاد أعطية، على جعل الاقليم منطقة جذب سياحي، من خلال المحاولات العديدة التي تقوم بها فعاليات المجتمع المدني، من أجل إدراج موسم جني ثمار الكستناء والجوز ضمن النشاطات الفلاحية التي تأخذ بعدًا ثقافيًا، وخلق تصور فلاحي يمزج بين الثقافة والسياحة، نظرًا للموقع الاستراتيجي الذي يتواجد بأعالي جبال القل ضمن سلسلتها المشهورة تاريخيًا، وهو تحدي يبقي قائم رغم تجاهل السلطات الدائم للمنطقة ذات الطابع الغابي والفلاحي، حيث يُطالب السكان ببعث مشاريع فتح المسالك الغابية التي زادت كثافتها بفعل موجه الهجرة التي شهدتها المنطقة أيام العشرية السوداء، ومن شأن ذلك أن تتوسع عملية زراعة أشجار الكثير من الفواكه، خاصة الكستناء والجوز التي تبقى علامة مسجلة بإسم أولاد أعطية وقنواع.
الإهمال وغياب غرف التبريد…، مشاكل أخرى
التحديات التي يرفعها سكان وفلاحو المنطقة، يُقابلها إهمال تام من طرف المسؤولين عن القطاع الفلاحي والغابي بالولاية، فبقاء الوضع كما هو سيؤدي حتمًا إلى انقراض هذه الأشجار التي تتعرض دائمًا إلى أمراض مختلفة في غياب الدعم والتوجيه والإرشاد الفلاحي، رغم أن الوزارة الوصيّة تُراهن على ضرورة الإرشاد الفلاحي والمُتابعة التقنية من أجل زيادة المردود في كافة الشعب الفلاحية، كما أن غياب غرف التبريد جعل ثمار الكستناء على وجه الخصوص عرضةً للتلف، وهو ما يجعل التُجار في موقع قوة من أجل شراء المنتوج حسب السعر الذي يخدمهم، دون الأخذ بعين الإعتبار رأي الفلاح في ذلك.
وبعيدًا عن الرهانات والتحديات القائمة التي يرفعها الفلاحون في سبيل بقاء هذا النشاط الفلاحي وترقيته، تبقى مشكلة التسويق وتوزيع المنتوج في ظل الإمكانات المحدودة لأغلب الفلاحين، ما يجعلهم أمام حتمية بيع المنتوج للتجار الذين يتقنون فن المضاربة في الأسواق على حساب تعب الفلاح، لذلك فإن ضرورة معالجة الأشجار وبناء غرف للتبريد أصبحت حتمية وضرورية، وهو الأمر الذي يبقى بيد المسؤول التنفيذي الأول عن الولاية وممثلو المصالح الفلاحية.
ربي يوفقكم