الجزائر الرابعة عالميا في انتاج المشمش..لكنّها زبون “وفيّ” للمجفّف منه والفلاحون ينسحبون؟؟
جلال نكّار : للفلاحة نيوز
تشتهر الجزائر بانتاج المشمش منذ السبعينيات، بحيث تحتل اليوم المركز الرابع عالميا في انتاج هذه الفاكهة بـ 250 ألف طن سنويا بعد كل من صاحب الريادة عالميا ‘ تركيا ‘ التي تنتج 750 ألف طن سنويا ثم اوزبكستان و إيران ، ومتفوقة على دول حوض المتوسط القوية فلاحيا ايطاليا و فرنسا و اسبانيا و المغرب.
و رغم الانتاج الكبير في الجزائر إلا أن المردودية تبقى منخفضة مقارنة بالمساحات المزروعة ، بحيث يتراوح معدل المردودية بين 40 و 70 قنطار في الهكتار بينما تصل المردودية في إيطاليا الى 120 قنطار في الهكتار الواحد فالمساحات المزروعة في ايطاليا اقل بكثير من الجزائر لكن الانتاج يكاد يتساوى
الجزائر بلد تنجح فيه زراعة المشمش بشكل كبير، ويتركز الانتاج خاصة في ولاية باتنة و بالأخص منطقتي أولاد سي سليمان و نقاوس المعروفة بنوعية ‘ اللوزي ‘ حيث انشأ مصنع العصائر و المصبرات ” نقاوس” في سنوات السبعينات لتسهيل التسويق على الفلاحين لكن تضخم الانتاج قابله عدم تطور المصانع في الجزائر بحيث يعاني الفلاحون من تكدس السلع و انهيار أسعار المشمش لتصل الى 20 دج و هو ما يسبب خسارة للفلاحين الذين بدأوا يستغنون عن انتاج المشمش لذات الأسباب و هو ما أدى إلى تراجع الانتاج و قد يواصل التراجع في السنوات القادمة اذا بقيت نفس الاستراتيجية.
بالإضافة إلى مشكل التكدس يبقى مشكل تدخل مافيا الوسطاء لشراء المنتوج و بيعه الى شركات التحويل الغذائية من مصانع عصير و مربي بحيث لا يستطيع الفلاح بيعها للمصنع مباشرة و يضطر لبيعه ب 10 و 15 و 20 دج للوسيط الذي يبيعه للمصنع ب 40 دج.
و يبقى مشكل التصدير هاجس الفلاحين ، ففي الأسواق الأوروبية و الخليجية تجد المشمش المغربي بقوة و هو الذي ينتج فقط 70 الف قنطار بينما لا تجد المشمش الجزائري إلا في السوق المحلية رغم جودته و سعره المنخفض و هذا راجع بالدرجة الأولى لعدم تشجيع التصدير و التسويق العالمي للمنتجات الجزائرية و هو ما يرهق الفلاحين الذي يحلمون بالتصدير للتغطية على انخفاض الاسعار محليا بسبب وفرة العرض
بالإضافة الى التأخر في استخدام التكنولوجيا الزراعية في الري و التسميد و الكهرباء الفلاحية و المكننة المتطورة و كذا تأخر في تنويع استخدامات المشمش بحيث يقتصر استهلاكها في الجزائر على الأكل طازجا او تحويلها الى عصير أو مربى و قليل من المشمش الجاف بينما تحتل تركيا السوق العالمية في منتجات أخرى للمشمش من فواكه مجففة و حلويات تقليدية و مستخلصات و عطور غذائية و منتجات غذائية و مستحضرات طبية، هذا التأخر و العجز دفع الالاف الفلاحين للتخلّي عن أشجار وبساتين المشمش وتعويضها بخضروات وفواكه أخرى.