
التونة الحمراء ب3 أورو في الأسواق الدولية ..وبأزيد عن 10 يوروهات في الجزائر ..والمواطن يتساءل؟؟
عمار زقاري لفلاحة نيوز:
تعرف أسعار سمك التونة الحمراء، في الجزائر، ارتفاعا قياسيا، مقارنة بما يحدث في الأسواق الدولية، اذ تراجعت أسعار سمك التونة بنحو أكثر من 60 في المئة، ونزلت لحدود ال3 أورو للكيلوغرام الواحد، بعد أن كانت في حدود ال7 أورو، المواسم السابقة، وتتراوح أسعار سمك التونة التي سجلّت منتوجا كبيرا منذ دخول موسم الصيد لهذا العام، بمختلف سواحل البلاد، ما بين ال1400 وال1700 دينار للكيلوغرام الواحد، أيّ ما يتجاوز ال10 أورو بسعر الصرف الرسمي، ويستغرب الجزائريون، سرّ ارتفاع أسعار سمك التونة، وعدم قدرة الكثيرين منهم على الحصول عليها واقتنائها واستهلاكها، بسبب هذه الأسعار التي فيها الكثير من المضاربة، من قبل الصيادين والتجار، وكان من المفروض، أن تعرف أسعار سمك التونة، تراجعا كبيرا، ليس فقط، بسبب تراجع أسعار في السوق الدولية، وانما بسبب تزايد حصّة الجزائر من سمك التونة ضمن منظمة الايكات، وتسجلّ أسعار سمك التونة أدنى هبوط لها منذ سنوات، على خلفية اجتياح وباء كورونا لمختلف دول العالم، وعدم استعداد اليابان التي تسيطر على سوق سمك التونة في البحار والمحيطات عالميا، للمغامرة بأطقمها في ظلّ التنامي المقلق لفيروس كورونا.
وتتواصل في حوض البحر الأبيض المتوسط، عملية صيد حصة الجزائر من التونة الحمراء، لموسم 2020، والتي عرفت قفزة لافتة، مقارنة بالسنوات الماضية، بحيث بلغت حصّة الجزائر المحصلّ عليها من قبل منظمة “الايكات” الدولية، لصيد التونة في حوض المتوسط، 1650 طنا.
وأوكلت مهمّة الصيد هذا الموسم، لبحارّين وصيادين جزائريين، وحصلت بموجب ذلك 23 سفينة مخصصة ومجهزّة بكامل العتاد لصيد التونة، على التراخيص المتعلقة بالعملية، اذ أبحرت هذه السفن من مينائي الصيد بكلّ من الجزائر العاصمة وعنابة، نحو المنطقة المخصصة للصيد، والواقعة بين المياه الاقليمية التونسية ومنطقة جزيرة صقلية الايطالية وكذا جمهورية مالطا.
وتحدّد منظمة الايكات سنويا، مهلة شهر واحد الى شهر وأسبوع فقط، لصيد حصّة سمك التونة، لكلّ دولة في المتوسط، وحددت هذا العام ما بين ال25 من شهر ماي، والفاتح من شهر جويلية، وتتعرّض الدول المخالفة لقوانين الايكات لعقوبات، تصل حدّ الخصم من الحصص الموجهة لها، في حال الوقوع في تجاوزات تتعلق بعملية الصيد، كعدم صيد الحصة الاجمالية المخصصة، أو تجاوزها، أو تجاوز المهلة المحددة، وسبق للجزائر أن تعرّضت عام 2010، لخصم 600 طن من حصتها، بسبب ما عرف بفضيحة سفينة الصيد التركية أكواي دام، التي تورطت مع بحاّر جزائري في صيد حصة مقدرة ب210 طنّ خارج الحصة الاجمالية، وبذلت الجزائر جهوذ ومساعي كبيرة لأجل استعادة حصتها بعد ذلك، اذ ارتفعت بعد خمس سنوات من ذلك لنحو 1400 طن بعد أن نزلت لحدود ال550 طن في 2010، وبعدها عرفت حصة الجزائر من سمك التونة تزايدا معتبرا الى أن بلغت هذا الموسم 1650 طن، على أن تقفز العام المقبل ب350 طنا اضافية، وتصل مع افاق عام 2025 لسقف ال2500 طنا.