إرشادات ونصائحالوطنيحديث في الفلاحةمساهمات وأراء

الإحصاء الدقيق بشعبة الحبوب وترشيد الإستهلاك يوصلنا إلى تحقيق الأمن الغذائي

أكد المختص في القطاع الفلاحي “عبد الغاني بن علي”، أن زراعة الحبوب في الجزئار تعيش “فوضى” ولابد علينا جميعا الوقوف جنبا إلى جنب لتنظيم شعبة زراعة الحبوب، فيما صرح الصحفي المختص في الشأن الإقتصادي “صالح سليماني”، أن مرافقة الفلاح وتشجيعه تُمكننا من الوصول غلى الأمن الغذائي الذي نبحث عنه.

كشف الأمين العام للمجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الحبوب “عبد الغاني بن علي”، أن زراعة القمح اللين وإنتاجه على المستوى الوطني جد ضعيف مقارنة بما تحتاجه السوق الوطنية، وأضاف المتحدث، أنه من واجبنا جميعا الرفع من إنتاجنا من هذه المادة، مثلما نسعى لتحقيق الإكتفاء الذاتي من مادة القمح الصلب، أما المشكل العويص الرئيسي هو توجه الفلاح الجزائري في السنوات الأخيرة لزراعة واسعة لمادة الشعير خصوصا في الأراضي البعلية التي تعتمد على السقي الطبيعي بالأمطار، فالفلاح هنا له إحتمالين إما تسقط الأمطار في وقتها وبكميات مناسبة لنمو الشعير ومن ثم حصاده ومنحه لديوان الحبوب أو يتوجه إلى تغذية أنعامه أو كرائها لصحاب المواشي في حال ضعف المحصول وعدم نموه بسبب شح الأمطار، هذا الأمر ينتج عنه خسارة نسبة معتبرة من المساحات المزروعة بالشعير التي من المفروض أنها زرعت بمادة القمح الصلب الذي يتطلب زراعته شروط مضبوطة كالسقي المنتظم والمكننة وهطول المطار في وقتها المناسب وغيرها.
وبهذا الخصوص أكد “بن علي”، أن هناك فلاحين إستطاعوا الوصول إلى كميات جيدة من محصول القمح الصلب وصلت بين 40 إلى 60 قنطار في الهكتار، بينما وصلوا إلى 80 وحتى 110 قنطار في الهكتار في محصول القمح اللين.
الأمين العام للمجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الحبوب، قال إن منتجي القمح الصلب عالميا ليسوا كُثر، ما جعل الجزائر تحتل المرتبة الرابعة عالميا في إنتاج مادة القمح الصلب، لكن هذا لا يعني أن لدينا إكتفاء ذاتي من هذه المادة المهمة، ورئيس الجمهورية في تأكيده في كل مناسبة بتشجيع زراعة القمح الصلب له خلفياته، بطبيعة أن زراعة القمح الصلب هو من الموروث الجزائري منذ القديم، كما له أهمية وطنية وحتى دولية من حيث القيمة، وحاجيات الجزائر الحقيقية من الحبوب بشكل عام هو 90 مليون قنطار أو 9 مليون طن، أما من حيث مادة القمح الصلب فالجزائر تحتاج مابين 17 إلى 18 مليون قنطار، وبخصوص القمح اللين فبلادنا تحتاج إلى 30 مليون إلى 35 مليون قنطار فقط، أما القمح اللين الموجه للصناعة التحويلية كالحلويات فالكمية تقدر بـ9 مليون قنطار، وأشار المتحدث إلى القمح اللين هو من أحدث “نزيف” للإقتصاد الوطني فنحن نستورد منه أكثر من حاجياتنا، ما جعلنا نسجل نضيع مليون خبزة كل يوم مصنوعة من القمح اللين.

من جانبه قال “صالح سليماني”، صحفي مختص في الشأن الإقتصادي، إن النمط الإستهلاكي للجزائريين جعلهم يستهلكون القمح اللين –الفرينة- بكميات كبيرة جدا أكثر من استهلاكهم للقمح الصلب والحل الأول لتغيير هذا النمط الإستهلاكي هو توعية المستهلك الجزائري بالفرق بين المادتين والقيمة الغذائية المهمة للقمح الصلب.
وفي سياق آخر، كشف “سليماني” أن تحفيز الفلاح ومرافقته أمر مهم جدا للوصول إلى النتائج المرجوة، فمشاكل التسويق والتخزين، جعلتنا نرى طوابير طويلة جدا تتعب الفلاح ونتيجتها عزوفه عن زراعة الحبوب والتوجه إلى زراعة منتجات أخرى سهلة التسويق والتخزين، كما أن مشكل غلاء المكننة أو الآلات الفلاحية ولواحقها خصوصا منذ جائحة كورونا وإلى يوم هو مشكل آخر يُتعب الفلاحين، فليس من المعقول أن ينتظر الفلاح دوره في طابور طويل من اجل يحصد محاصيله من الحبوب لعدم امتلاكه لآلة حصاد، كما أننا نطلب الرفع من الإنتاج وتوسعة المساحة المزروعة التي تتطلب إمكانيات مادية عالية أولها الآلات الفلاحية التي هي أيضا أضحت تمتلك تكنولوجيا تحقق الطموحات.
بخصوص إعلان رئيس الجمهورية عن إنشاء البنك الجيني في أقرب وقت ممكن، أكد الأمين العام للمجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الحبوب “عبد الغاني بن علي”، أن الجزائر تمتلك ما يصل إلى “237 صنف” من الحبوب، محفوظ ومخزن بشكل مشدد، ويتم إخراجه لزراعته ومن ثم إعادة كميات منه لتخزينها، فالأصناف التي نمتلكها من القِدم مهم جدا لمحاصيلنا وحمايتها من التخريب والتشويه، ومهمة البنك الجيني هو الحفاظ على موروثنا من الحبوب ومن ثم تويجهها إلى بنك البذور الذي شكل في مناسبة سابقة.
في الأخير أجمع المتحدثان، أن سبب إرتفاع إستيرادنا من مادة القمح اللين أو حتى القمح الصلب وزراعة الشعير بصفة فوضوية سببه الأول هو غياب العقلانية لدى المستهلك الجزائري ونقص الوعي بفائدة القمح الصلب للصحة، كما يلزم علينا توعية الفلاح أيضا بزراعة القمح الصلب للوصول إلى الأمن الغذائي الحقيقي.

اظهر المزيد

التحرير

موقع الفلاحة نيوز، أول موقع جزائري متخصص في متابعة الشأن الفلاحي في الجزائر، يشرف عليه طاقم صحفي متخصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *