الثروات الغابية والجبلية

اعتداء الميلية ..القطرة التّي أفاضت الكأس. .نحو اعادة بنادق الصّيد لأعوان الغابات؟؟

سليم تومي: للفلاحة نيوز

لم يعد أعوان الغابات، العاملون، على خطّ النّار، في سبيل حماية الممتلكات الغابية، والتصدّي للاعتداءات المتكررّة والمتتالية والمتزايدة على الثروة الغابية، يتحملّون المزيد من الاعتداءات اللفظية والجسدية في حقهم، وبات مطلبهم الوحيد، منذ أيام، اعادة تسلّيحهم، وتمكينّهم من بنادق الصّيد والأسلحة الناريّة الخفيفة التي كانوا يحملونها في وقت سابق، اذ أثارت حادثة الاعتداء الأخيرة، الأعنف من نوعها، على أعوان الغابات، بمنطقة أولاد رابح، بالميلية شرقي ولاية جيجل، حالة من الغضب والاستياء في أوساط زملاء حرّاس الغابة، بحيث تعرّض أعوان الغابات، العاملين على مستوى مقاطعة الغابات لدائرة الميلية، لاعتداء سافر وجبان، تسببّ في جرح بعض مهم، وتخرّيب عدد من سيارات الخدمة التابعة لمحافظة الغابات، وذلك في أثناء عملية ميدانية، كان يشرف عليها أعوان الغابات، لاسترجاع قناطير من ستائر الفلّين، الذي تم جنيه بطريقة غير شرعية من الغابات المجاورة.
حادثة الميلية، لم تكن الوحيدة، ضدّ أعوان الغابات، في الجزائر، بل سبقتها حوادث مشابهة، في كل من ولايات، غليزان، الشلف، سوق أهراس، سكيكدة وقالمة، أعترضت فيها عصابات الفلّين، والفحم، والخشب، أعوان الغابات، ومنعتهم من تأدية مهامهم، وفي احدى الولايات، أخرج أفراد مثل هذه النساء، اللواتي أوهموهنّ بأنّ الغابة التي يقطنّ بجوارها ملك لهنّ، وحرضوهنّ على مطاردة أعوان الغابات بالحجارة.
في الغابة ثروات حقيقية، ويكفي أنّها رئة البلاد، وهذه الثروة أصبحت عبثا بين أيدي أولئك الذين يجهلون قيمة الغطاء الغابي، وقيمة شجرة الفلّين تحديدا، التي ينتظرها القائمون على القطاع الغابي، نحو خمسين عاما، من أجل أن تدخل مرحلة الانتاج، ثم ينتظرونها مرّة كلّ تسع سنوات، لجني ستائر الفلّين منها، لذا فانّ اعلان المدير العام للغابات، نيّة السلطات اعادة تسلّيح أعوان الغابات، لا بدّ أن يترجم عاجلا وليس اجلا على أرض الواقع، لأنّ البساط الأخضر في الجزائر يتعرّض لهجمات ممنهجة وشرسة منذ سنوات، وتزايدت بشكل أكبر وأوسع وأشرس منذ بداية أزمة وباء فيروس كورونا، بحيث تحوّل الكثيرون نحو الغابة، التي عاثوا فيها فسادا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *