الوطنيموضوع ساخن

أين أصبح مشروع اعادة تشجير ثلاثة ملايين هكتار لوقف “تسونامي” التصحرّ بالجزائر؟؟

خالد بوعكاز: للفلاحة نيوز

تشكل ظاهرة التصحر إحدى أهم التحديات التي تواجهها الجزائر، بالنظر لخطورة الظاهرة على الطابع الغابي الفلاحي والايكولوجي للمناطق المهددة بزحف الرمال، والتي قد تكون عثرة حجر أمام جهود الدولة في عملية استصلاح الاراضي التي باشرتها مند سنوات، وهي الظاهرة التي طالما كانت محور بحث الحكومة الجزائرية بالإضافة إلى الخبراء والمختصين في المجال، الذين أكدوا على أهمية إعادة بعث مشروع السد الأخضر وفق استراتيجية تحافظ على مقوماته والرفع من فاعليته وهو ما يترجم الجهود المضنية للدولة من أجل مجابهة الظاهرة.
وللحد من الظاهرة، وضعت الحكومة الجزائرية خلال اجتماع مجلس الوزراء في سبتمبر من العام الماضي، استراتيجية شاملة لوقف زحف الرمال نحو الشمال، تمثلت في إعادة بعث مشروع السد الأخضر، من خلال الإعلان عن تشجير ما يقارب 3 مليون هكتار، وهو الرهان الأساسي التي تعول عليه الدولة الجزائرية لمجابهة الظاهرة، بإشراك مختلف القطاعات ذات الصلة، وفعاليات المجتمع المدني والقيام بحملات تحسيسية لنفس الغرض.
هاجس التصحر، دفع بالاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، إلى تكثيف المشاورات والتباحث مع الشركاء من مختصين وخبراء في المجال، لوضع خارطة طريق مساعدة مرافقة لاستراتيجية وجهود الدولة، كضمان نوعية الغطاء الغابي الذي من الممكن أن يساهم في وقف تدفق الرمال نسبيا، من خلال زراعات الأعلاف الطبيعية والنباتات الطبية، وغرس الأشجار المقاومة للجفاف، مع احترام طابع كل منطقة وفق ما يتلاءم معها.
ورغم هذه الجهود التي بذلتها الدولة، إلا أن ظاهرة التصحر تبقى تشكل تهديدا واقعيا، ورهانا حقيقيا لمدى قدرة الدولة الجزائرية على المواجهة والتصدي لهذه الظاهرة، وجب التعاطي معها وفق أليات مدروسة واستراتيجية على المدى المتوسط، قوامها العامل المادي المتمثل في رصد أغلفة مالية لهيكلة السد الأخضر من جديد الذي أصبح غير قادر على التحمل أكثر، وعامل بشري من خلال إشراك فواعل أخرى خارج القطاع الفلاحي والغابي في عملية وقف زحف الرمال.

اظهر المزيد

التحرير

موقع الفلاحة نيوز، أول موقع جزائري متخصص في متابعة الشأن الفلاحي في الجزائر، يشرف عليه طاقم صحفي متخصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *