
أثرياء “القراجات” يقتلون القطاع الفلاحي ويحاربون الفلاح الحقيقي!!
السعر فى المنطق الإقتصادى بمثابة الألم فى المنطق الطبى ، الشعور بالألم يعطى إشارة الدعوة لاستشارة الطبيب ، فالأمر جلل ، ولا بد من معرفة نوع الخلل هذا الذى يتربص بالجسم قبل حصول ما لا يحمد عقباه … كذالك الأمر بالنسبة للاقتصاد …
إرتفاع الأسعار إشارة واضحة لوجود خلل ما فى سلاسل الإنتاج كما فى انخفاضها ، فالسعر هو روح الإقتصاد ومحركه …
ارتفاع الأسعار إشارة واضحة للنقص فى الإنتاج ودعوة صريحة لاستدراك هذا النقص قبل حدوث كارثة الندرة يوم لا تساوى شيئا الأوراق النقدية مع الحاجة ، فالناس تستجيب للحوافز المادية وليس للخطابات الشعبوية …
لما أرادت بعض الأطراف تدمير شعبة القمح لجأت إلى سياسة تحديد سعر البيع بثمن لا يحفز على إنتاجه ، فاتخدت من السياسة هذه بديلا لتوجيه الدعم بشكل مباشر لمن يستحقه ، وهكذا صارت الأرباح السنوية فى الهكتار الواحد من زراعة القمح لا تنافس حتى الأرباح الشهرية للخمسين متر المربع من أراضى التراباندو الذى يتغدى على تدعيم قيمة الدينار ، والمسمى زورا بالعقار التجارى ، فاصبحت تحويل الأراضى عن طبيعتها الزراعية مهنة الفلاحين أنفسهم وانتشرت السمسرة فى الأراضى داخل كل الأوساط الإجتماعية ، لا فرق بين المير وسائق الحمير ، الكل همه الإنضمام لفصيلة أثرياء “القارجات” ، فتكاثر عددهم كالفطريات على حساب فائض القيمة.
زهير بوشار